عمر طاهر للتحرير: شهداء الشرطة
شهداء الشرطة
October 22nd, 2011 10:35 am
October 22nd, 2011 10:35 am
ترك أمر عودة الشرطة للوقت سيجعل العودة ممسوخة وسنحتاج ساعتها أيضا إلى وقفة لتصحيح الأمور، فما مبرر تأجيل هذه الوقفة وتجاهلها الآن، ما المبرر، خصوصا أننا نمتلك مناسبة لتصحيح الأوضاع وإعادة صياغة العلاقة بين الشعب والشرطة؟
قل لى لماذا تمر أخبار استشهاد رجال الشرطة اليومية مرور الكرام فى المواقع والصحف والبرامج؟ ولماذا يعتبرها البعض مجرد أخبار عادية وأن ما يحدث هو واجب الشرطة، وهذه هى طبيعة مهنتهم؟ لماذا نكتفى بإلقاء الضوء على المتقاعسين والمفسدين وبقايا رجال فكر الداخلية القديم؟ أين نحن من حواراتنا اليومية وحماسنا بالكلام عن الضابط أحمد سمير رضوان الذى طارد مهرب مخدرات حتى قتله فقام ثلاثة من أقارب المهرب بذبح هذا الضابط وتعليق رأسه على باب مركز شرطة أطفيح (حسب التقرير المنشور فى بوابة «الأهرام» منذ عدة أشهر)، أين الكلام عن النقيب الشاب عمرو مسعد الذى اغتاله بعض الهاربين من السجون فى سوهاج منذ أيام عقب تعقبه لهم؟ أين الكلام عن جرأة عائلتين فى روض الفرج على اقتحام قسم الشرطة بالأسلحة الآلية وإسقاط ضحايا، لأن أحد الضباط سحب طبنجة غير مرخصة من أحد أبنائهم؟ أين الكلام عن المجند هاشم أبو شعيشع الذى تلقى 3 طلقات فى الرأس والفخذين وهو يطارد هاربا من سجن النطرون خطف طفلة ليتخذها درعا بشرية ضد هجوم الشرطة عليه فى الإسكندرية؟
القصص من هذه النوعية كثيرة.
تسألنى ما الهدف من نشرها؟
أقول لحضرتك إنه من الإنصاف ومن سبل عودة الشرطة بشكل طبيعى أن يتوازن تسليط الضوء على الأقل بين من يتهربون من القيام بواجباتهم، ومن يقوم بأدائها على أكمل وجه حتى لو كلفه ذلك حياته، لا تتوقع من الشرطة أن تعمل بكامل حماسها وهى ترى البعض يساوى بين نوعين من الضباط، هؤلاء الذين استشهدوا لم يتوقعوا أى تقدير، لكنك ستجعل كثيرين زملاء لهم يتراجعون خطوة إلى الخلف وهم يرون (أنها مش فارقة، وأنه ماحدش بيقدر وأن الناس معاهم، معاهم معاهم عليهم عليهم، وأن المخلصين مجرد استثناء ومحض صدفة).. أين الباعث على الإخلاص فى مثل هذه الأجواء، وما الذى يدفعنى لأن أقدم حياتى ثمنا لأمنك ما دمت لا تقدر ذلك؟
لا أقول اعملوا لضباط الشرطة تماثيل، ولكن مجرد تقدير أشخاص يطاردون بلطجية ومساجين هاربين.. مجرد التقدير والفخر بما يفعلونه أمر يؤدى إلى استمرار نجاحهم فى هذه المهمة.
ولكى أكون أكثر وضوحا، علينا أن لا نقع فى فخ التعميم وأن ندعم المخلص بالقوة نفسها التى (نجرس) بها المتواطئ.
كخطوة أولى علينا أن ننظر لقتلى الشرطة فى أحداث يناير من وجهة نظر مختلفة.. علينا أن نفهم الأحداث كما جاءت بالترتيب..
دعوات للخروج فى مظاهرات يوم الغضب كانت تحت شعار «سلمية».
تكررت الدعوة ورافقتها خريطة عمل ولائحة استرشادية لم يكن بها أبدا أى دعوة لاقتحام أقسام الشرطة أو السجون.
لم يكن على لائحة دعوة الخروج فى هذا اليوم فكرة تحرير المحبوسين فى أقسام الشرطة، بل كانت دعوة أكبر لتحرير وطن بالكامل محبوس.
كانت مظاهراتنا تصب بشكل تلقائى فى ميدان التحرير أيا كانت نقطة انطلاقاتها.. لم يحدث أن توقفت هذه المسيرات فى نقطة ما، بعيدا عن الميدان وأعلنت غضبها.. كان الزحف واضحا باتجاه نقطة محددة.
إذن ما قول حضرتك عمن أخل بالخط الرئيسى للدعوة واقتحم أقسام الشرطة فى هذا اليوم؟
أقول لك أنا اللى كنت حضرتك هتقوله.. ناس تشعر بالغضب.. ناس لها أقارب محتجزون ظلما فى أقسام الشرطة.. ناس لديها ثأر قديم مع ضباط هذه الأقسام..
تمام؟
حضرتك تلتمس العذر لهؤلاء فى ما قاموا به.. ولكن عليك أيضا أن تتفهم حالة من وقف يدافع عن قسم شرطة أو سجن (إذا كنا إحنا نفسنا عملنا لجان شعبية وطاردنا الناس اللى ماكناش عارفين همّا مين وجايين هنا ليه).
هذا المجند أو الضابط الذى سقط قتيلا فى أثناء الدفاع عن مكان عمله شهيدا..
إذا كنت حضرتك لا تعتبر جنديا (قادم من الأرياف أو الصعيد ليلقى حتفه هنا وهو يدافع عن مكانه ضد أناس لا يعرف من هم وماذا يريدون؟) شهيدا، فعلى الأقل يجب اعتباره ضحية.. ضحية نظام مبارك الذى وضعه فى صدارة هذا المشهد الردىء بالأمر القسرى المباشر، بينما النظام كله يختبئ خلفه فى قصور مكيفة.
هذه الأجساد كانت ضحية مرتين.. مرة عندما اختبأ خلفها النظام، ومرة عندما اضطرت الجموع للعبور فوقها حتى تحرر البلد من النظام.
مرة أخرى.. وكبادرة لتقويم العلاقات، علينا أن نتفادى جميعا التعميم، تحديدا فى ما يتعلق بالموت.. فبين قتلى الشرطة فى الثورة يوجد شهداء إن لم يكونوا شهداء الواجب، فعلى الأقل هم شهداء سوء الحظ.
قل لى لماذا تمر أخبار استشهاد رجال الشرطة اليومية مرور الكرام فى المواقع والصحف والبرامج؟ ولماذا يعتبرها البعض مجرد أخبار عادية وأن ما يحدث هو واجب الشرطة، وهذه هى طبيعة مهنتهم؟ لماذا نكتفى بإلقاء الضوء على المتقاعسين والمفسدين وبقايا رجال فكر الداخلية القديم؟ أين نحن من حواراتنا اليومية وحماسنا بالكلام عن الضابط أحمد سمير رضوان الذى طارد مهرب مخدرات حتى قتله فقام ثلاثة من أقارب المهرب بذبح هذا الضابط وتعليق رأسه على باب مركز شرطة أطفيح (حسب التقرير المنشور فى بوابة «الأهرام» منذ عدة أشهر)، أين الكلام عن النقيب الشاب عمرو مسعد الذى اغتاله بعض الهاربين من السجون فى سوهاج منذ أيام عقب تعقبه لهم؟ أين الكلام عن جرأة عائلتين فى روض الفرج على اقتحام قسم الشرطة بالأسلحة الآلية وإسقاط ضحايا، لأن أحد الضباط سحب طبنجة غير مرخصة من أحد أبنائهم؟ أين الكلام عن المجند هاشم أبو شعيشع الذى تلقى 3 طلقات فى الرأس والفخذين وهو يطارد هاربا من سجن النطرون خطف طفلة ليتخذها درعا بشرية ضد هجوم الشرطة عليه فى الإسكندرية؟
القصص من هذه النوعية كثيرة.
تسألنى ما الهدف من نشرها؟
أقول لحضرتك إنه من الإنصاف ومن سبل عودة الشرطة بشكل طبيعى أن يتوازن تسليط الضوء على الأقل بين من يتهربون من القيام بواجباتهم، ومن يقوم بأدائها على أكمل وجه حتى لو كلفه ذلك حياته، لا تتوقع من الشرطة أن تعمل بكامل حماسها وهى ترى البعض يساوى بين نوعين من الضباط، هؤلاء الذين استشهدوا لم يتوقعوا أى تقدير، لكنك ستجعل كثيرين زملاء لهم يتراجعون خطوة إلى الخلف وهم يرون (أنها مش فارقة، وأنه ماحدش بيقدر وأن الناس معاهم، معاهم معاهم عليهم عليهم، وأن المخلصين مجرد استثناء ومحض صدفة).. أين الباعث على الإخلاص فى مثل هذه الأجواء، وما الذى يدفعنى لأن أقدم حياتى ثمنا لأمنك ما دمت لا تقدر ذلك؟
لا أقول اعملوا لضباط الشرطة تماثيل، ولكن مجرد تقدير أشخاص يطاردون بلطجية ومساجين هاربين.. مجرد التقدير والفخر بما يفعلونه أمر يؤدى إلى استمرار نجاحهم فى هذه المهمة.
ولكى أكون أكثر وضوحا، علينا أن لا نقع فى فخ التعميم وأن ندعم المخلص بالقوة نفسها التى (نجرس) بها المتواطئ.
كخطوة أولى علينا أن ننظر لقتلى الشرطة فى أحداث يناير من وجهة نظر مختلفة.. علينا أن نفهم الأحداث كما جاءت بالترتيب..
دعوات للخروج فى مظاهرات يوم الغضب كانت تحت شعار «سلمية».
تكررت الدعوة ورافقتها خريطة عمل ولائحة استرشادية لم يكن بها أبدا أى دعوة لاقتحام أقسام الشرطة أو السجون.
لم يكن على لائحة دعوة الخروج فى هذا اليوم فكرة تحرير المحبوسين فى أقسام الشرطة، بل كانت دعوة أكبر لتحرير وطن بالكامل محبوس.
كانت مظاهراتنا تصب بشكل تلقائى فى ميدان التحرير أيا كانت نقطة انطلاقاتها.. لم يحدث أن توقفت هذه المسيرات فى نقطة ما، بعيدا عن الميدان وأعلنت غضبها.. كان الزحف واضحا باتجاه نقطة محددة.
إذن ما قول حضرتك عمن أخل بالخط الرئيسى للدعوة واقتحم أقسام الشرطة فى هذا اليوم؟
أقول لك أنا اللى كنت حضرتك هتقوله.. ناس تشعر بالغضب.. ناس لها أقارب محتجزون ظلما فى أقسام الشرطة.. ناس لديها ثأر قديم مع ضباط هذه الأقسام..
تمام؟
حضرتك تلتمس العذر لهؤلاء فى ما قاموا به.. ولكن عليك أيضا أن تتفهم حالة من وقف يدافع عن قسم شرطة أو سجن (إذا كنا إحنا نفسنا عملنا لجان شعبية وطاردنا الناس اللى ماكناش عارفين همّا مين وجايين هنا ليه).
هذا المجند أو الضابط الذى سقط قتيلا فى أثناء الدفاع عن مكان عمله شهيدا..
إذا كنت حضرتك لا تعتبر جنديا (قادم من الأرياف أو الصعيد ليلقى حتفه هنا وهو يدافع عن مكانه ضد أناس لا يعرف من هم وماذا يريدون؟) شهيدا، فعلى الأقل يجب اعتباره ضحية.. ضحية نظام مبارك الذى وضعه فى صدارة هذا المشهد الردىء بالأمر القسرى المباشر، بينما النظام كله يختبئ خلفه فى قصور مكيفة.
هذه الأجساد كانت ضحية مرتين.. مرة عندما اختبأ خلفها النظام، ومرة عندما اضطرت الجموع للعبور فوقها حتى تحرر البلد من النظام.
مرة أخرى.. وكبادرة لتقويم العلاقات، علينا أن نتفادى جميعا التعميم، تحديدا فى ما يتعلق بالموت.. فبين قتلى الشرطة فى الثورة يوجد شهداء إن لم يكونوا شهداء الواجب، فعلى الأقل هم شهداء سوء الحظ.

اوعى ماتسيبش رد