رويترز: مشهد متكرر من ثورة يناير.. ولكن تدخل "العسكري" زاد الموقف تعقيدًا
بدا الوضع وكأنه مشهد متكرر من الثورة التي أسقطت حكم مبارك، حيث أقام محتجون حواجز في أنحاء الميدان..وحين تقدمت الشرطة دق نشطاء على أسطح معدنية كإشارة تحذير للدفع بعناصر إلى الخطوط الأمامية للدفاع عن الميدان.
هؤلاء هم بعض من نشطاء وثوار ومتظاهري 25 يناير، الذين اكتسبوا جرأة واشتدوا بأسا بعدما نجحوا في الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ عدة أشهر، فشجع المحتجون المصريون الذين يتمتعون بالخبرة بعضهم البعض أمس الأحد على التمسك بميدان التحرير بوسط القاهرة فيما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع الواحدة تلو الأخرى.
لكن هذه المرة أصبح الجيش وقادته الذين يديرون مصر الآن على خط النار.. الجيش الذى أُشيد به حين تسلم المسئولية الأمنية بعد أن فقدت الشرطة السيطرة على الشوارع في عهد مبارك.. والآن يخشى هؤلاء النشطاء من رغبة الجيش في التشبث بالحكم.
صاح أحد المحتجين في آخرين فروا من وابل من القنابل "لا تركضوا... هذا يستفزهم لإطلاق المزيد".
وهتفت مجموعة حاصرها الدخان الخانق "ارحل ارحل يا مشير خلي مصر تشوف النور" موجهين غضبهم إلى المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع في عهد مبارك لعقدين، والذي يرأس الآن المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت أميرة خليل وهي عائدة إلى التحرير "الجيش متوحش.. أنا خائفة.. مرعوبة.. لم أشعر بهذا القدر من الخوف منذ بداية (الثورة). لكن فات أوان الانسحاب.. فات أوان التنازل.. سأذهب مجددًا."
بدأت شرارة الاحتجاجات الحالية يوم الجمعة بقيادة التيارات الإسلامية، التي شعرت بالغضب من طرح الحكومة المدعومة من الجيش وثيقة مبادئ حاكمة للدستور الجديد تعفي الجيش من الرقابة عليه.
واعتبر ساسة هذه محاولة مستترة للتمسك بزمام الحكم حتى بعد الانتقال إلى حكم مدني، وقالوا إن هذا سيقوض البرلمان الذي ستبدأ انتخاباته يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني، ومن المتوقع أن يحقق الإسلاميون نتائج جيدة في الانتخابات.
وقال محمود ياسين وهو سائق في التحرير "منذ تنحى مبارك خدعنا.. أعطينا شرعية لمن لا يتمتعون بها وتمسكوا بالسلطة."
وفيما امتدت الاحتجاجات على مدى يومي السبت والأحد تغيرت أطياف المحتجين أيضا.. تراجع الإسلاميون ليفسحوا الطريق للنشطاء الشبان الذين أطلقوا شرارة المظاهرات في 25 يناير كانون الثاني ضد مبارك.
وقال محمد جمال (24 عامًا) وهو مدرس مساعد بجامعة القاهرة "نفس الأجواء، لا انتماءات سياسية، الاختلاف هو أن الجيش انضم للشرطة في ضربنا، حتى بيانات الحكومة وتجاهل الجيش.. نفس ما كان يفعله مبارك."
ولجأت قوات الأمن لنفس الأساليب.. حاولت الشرطة استعادة السيطرة على الميدان للمرة الأولى يوم السبت لكنها لم تحتفظ بنجاحها طويلا، اشتعلت معارك في الشوارع على مدار الليل.. وأصبحت وزارة الداخلية القريبة مرة أخرى هدفًا للمحتجين.
وبحلول صباح الأحد ساد هدوء نسبي في الميدان وقدم الباعة الشاي للمحتجين المنهكين الذين بدا الإرهاق على عيونهم وكانوا يتثاءبون في طقس بارد.. اشتعلت الحرائق في وسط الميدان الذي خلا الآن من السيارات.
وبدأت لعبة القط والفأر مرة أخرى حين حاولت الشرطة إبعاد المحتجين عن وزارة الداخلية، على مسافة قريبة تذمر بعض المصريين من الاحتجاجات، لقد ضاق كثيرون ذرعا بالاضطرابات التي ألحقت أضرارًا بالاقتصاد.
وقال علاء مصطفى وهو يعمل بمتجر للأجهزة الالكترونية قرب الميدان "لا أدري من على حق ومن على باطل.. أريد أن تعود الأمور إلى طبيعتها... الشرطة تركت الميدان، لماذا يتجهون إلى الوزارة؟ إنهم يثيرون المشاكل."
في مساء الأحد تحركت ناقلات جند مدرعة تابعة للجيش حول الوزارة وفي نفس الوقت أطلقت الشرطة المدعومة بقوات الجيش الغاز المسيل للدموع على الميدان، وقال المخرج سمير عشرة الذي كان يصور في مستشفى ميداني بالتحرير إن الجيش والشرطة ألقوا الغاز داخله، وحاول الأطباء والمصابون الهرب من ألسنة اللهب.
وأضاف "ما رأيته اليوم لا يوصف سوى بأنه جريمة حرب... لا أصدق أن جيشًا حتى ولو كان يهاجم عدوًا يمكن أن يتعمد استهداف منشأة طبية أو مستشفى مثل ما حدث اليوم."
هؤلاء هم بعض من نشطاء وثوار ومتظاهري 25 يناير، الذين اكتسبوا جرأة واشتدوا بأسا بعدما نجحوا في الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ عدة أشهر، فشجع المحتجون المصريون الذين يتمتعون بالخبرة بعضهم البعض أمس الأحد على التمسك بميدان التحرير بوسط القاهرة فيما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع الواحدة تلو الأخرى.
لكن هذه المرة أصبح الجيش وقادته الذين يديرون مصر الآن على خط النار.. الجيش الذى أُشيد به حين تسلم المسئولية الأمنية بعد أن فقدت الشرطة السيطرة على الشوارع في عهد مبارك.. والآن يخشى هؤلاء النشطاء من رغبة الجيش في التشبث بالحكم.
صاح أحد المحتجين في آخرين فروا من وابل من القنابل "لا تركضوا... هذا يستفزهم لإطلاق المزيد".
وهتفت مجموعة حاصرها الدخان الخانق "ارحل ارحل يا مشير خلي مصر تشوف النور" موجهين غضبهم إلى المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع في عهد مبارك لعقدين، والذي يرأس الآن المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت أميرة خليل وهي عائدة إلى التحرير "الجيش متوحش.. أنا خائفة.. مرعوبة.. لم أشعر بهذا القدر من الخوف منذ بداية (الثورة). لكن فات أوان الانسحاب.. فات أوان التنازل.. سأذهب مجددًا."
بدأت شرارة الاحتجاجات الحالية يوم الجمعة بقيادة التيارات الإسلامية، التي شعرت بالغضب من طرح الحكومة المدعومة من الجيش وثيقة مبادئ حاكمة للدستور الجديد تعفي الجيش من الرقابة عليه.
واعتبر ساسة هذه محاولة مستترة للتمسك بزمام الحكم حتى بعد الانتقال إلى حكم مدني، وقالوا إن هذا سيقوض البرلمان الذي ستبدأ انتخاباته يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني، ومن المتوقع أن يحقق الإسلاميون نتائج جيدة في الانتخابات.
وقال محمود ياسين وهو سائق في التحرير "منذ تنحى مبارك خدعنا.. أعطينا شرعية لمن لا يتمتعون بها وتمسكوا بالسلطة."
وفيما امتدت الاحتجاجات على مدى يومي السبت والأحد تغيرت أطياف المحتجين أيضا.. تراجع الإسلاميون ليفسحوا الطريق للنشطاء الشبان الذين أطلقوا شرارة المظاهرات في 25 يناير كانون الثاني ضد مبارك.
وقال محمد جمال (24 عامًا) وهو مدرس مساعد بجامعة القاهرة "نفس الأجواء، لا انتماءات سياسية، الاختلاف هو أن الجيش انضم للشرطة في ضربنا، حتى بيانات الحكومة وتجاهل الجيش.. نفس ما كان يفعله مبارك."
ولجأت قوات الأمن لنفس الأساليب.. حاولت الشرطة استعادة السيطرة على الميدان للمرة الأولى يوم السبت لكنها لم تحتفظ بنجاحها طويلا، اشتعلت معارك في الشوارع على مدار الليل.. وأصبحت وزارة الداخلية القريبة مرة أخرى هدفًا للمحتجين.
وبحلول صباح الأحد ساد هدوء نسبي في الميدان وقدم الباعة الشاي للمحتجين المنهكين الذين بدا الإرهاق على عيونهم وكانوا يتثاءبون في طقس بارد.. اشتعلت الحرائق في وسط الميدان الذي خلا الآن من السيارات.
وبدأت لعبة القط والفأر مرة أخرى حين حاولت الشرطة إبعاد المحتجين عن وزارة الداخلية، على مسافة قريبة تذمر بعض المصريين من الاحتجاجات، لقد ضاق كثيرون ذرعا بالاضطرابات التي ألحقت أضرارًا بالاقتصاد.
وقال علاء مصطفى وهو يعمل بمتجر للأجهزة الالكترونية قرب الميدان "لا أدري من على حق ومن على باطل.. أريد أن تعود الأمور إلى طبيعتها... الشرطة تركت الميدان، لماذا يتجهون إلى الوزارة؟ إنهم يثيرون المشاكل."
في مساء الأحد تحركت ناقلات جند مدرعة تابعة للجيش حول الوزارة وفي نفس الوقت أطلقت الشرطة المدعومة بقوات الجيش الغاز المسيل للدموع على الميدان، وقال المخرج سمير عشرة الذي كان يصور في مستشفى ميداني بالتحرير إن الجيش والشرطة ألقوا الغاز داخله، وحاول الأطباء والمصابون الهرب من ألسنة اللهب.
وأضاف "ما رأيته اليوم لا يوصف سوى بأنه جريمة حرب... لا أصدق أن جيشًا حتى ولو كان يهاجم عدوًا يمكن أن يتعمد استهداف منشأة طبية أو مستشفى مثل ما حدث اليوم."