|

عمر طاهر: بيان رقم «1» من رُقيَّة عمر طاهر

بيان رقم «1» من رُقيَّة عمر طاهر
October 20th, 2011 10:38 am  



فى عز أحداث الثورة وصلت إلى الكوكب الآنسة رقية، وفى يوم 10 فبراير أصدرت بيانها الأول بصفتها رئيس ائتلاف بيبيهات الثورة، نشرت البيان وقتها فى أحد المواقع وأرسل إلىّ كثيرون يسألون عنه ويطالبون بإعادة نشره لتعذر الوصول إليه على الإنترنت، بعد إذن الآنسة رقية أعيد نشر بيانها الأول الذى سبق التنحى بأربع وعشرين ساعة، كان البيان قد صدر صباح يوم الخميس، وبعدها بساعات صدر بيان رقم (1) للمجلس العسكرى، وكأن المجلس كان بحاجة إلى من يمنحه الجرأة الكافية ليتخذ هذا الموقف.
نص البيان:
قال الطبيب لوالدتى إننى سأصل بعد يوم 15 فبراير، لكن منذ سمعت عن يوم جمعة الغضب وأنا أتحرق شوقا للمشاركة فيه، لذلك ومع رفع أذان ظهر هذه الجمعة كنت قد وصلت إلى الوجود، نزلت فى غرفة العمليات.. لم أصرخ أو أبكى.. فقط ملأت الدنيا «تفافة» لدرجة أن والدى الذى كان حاضرا لحظات الولادة هتف داخل الغرفة قائلا « البت.. تريد.. التف ع النظام».. بالمناسبة تاريخ ميلاد والدى 23 يوليو.. تقدروا تقولوا إن العيلة كلها رايحة منها.
المهم.. أنا سعيدة بوصولى فى هذا اليوم وبقدرتى على المشاركة فى هذه الثورة النبيلة ولو بـ«التفافة»، وأؤكد لكم لولا أنى سمعت بوقفتكم فى التحرير ما كنت لأخرج من رحم السيدة والدتى، كانت لدى تحفظات على الوصول إلى العالم بينما البلد الذى سأعيش فيه شعاره «لا حياة لمن تنادى»، خصوصا أن والدى ووالدتى اللذين كانا يعملان فى الدستور أصبحا الآن «مابيعملاش حاجة» بعد أن تحايل النظام بمعاونة السيد البدوى على إجهاض الجريدة التى ساهمت بشكل كبير فى تشكيل وجدان وعقل جيل الثورة.. (سمعت أن السيد البدوى يتفاوض مع النظام حاليا باسم الثورة.. لدىّ تعليق لكن قد يُغضب ماما).
المهم.. شجعتنى الثورة على الخروج إلى النور قبل الموعد المتوقع، وأود أن أقول لأعمامى الثوار إننى أشكركم لأنكم بكل شرف وشجاعة قدمتم الفرصة لى ولجيلى أن أحيا فى ظروف أفضل كثيرا من التى تعيشون فيها، شكرا للشهداء الذين فرشوا طريق الثورة بدمائهم، شكرا على صمودكم ولقدرتكم على ملاعبة النظام الذى أهلك كل من لاعبه خلال الثلاثين عاما الماضية.
ربما لم يكتمل إنجاز الثورة (ولهذا فقد رجعت إلى الحضّانة بعد يومين من مولدى لأن الجو ما زال يحمل قدرا من التلوث)، لكننى مؤمنة أنها مسألة وقت، يؤسفنى أن تضطرنى ظروفى الصحية للوجود فى الحضانة خلال هذه اللحظات التاريخية لكن الحضّانة أرحم كثيرا من مشاهدة لاعبى السيرك على الفضائيات، وأود أن أخبركم بأننى أقود الثورة فى مكانى.. فى الحضّانة التى اعتصمنا فيها أنا وصديقاتى وقدتهن فى مظاهرة جابت أنحاء المستشفى واشتبكنا مع الممرضات لكننا أجبرنهن على الانسحاب بعدما رج هتافنا المكان «كده ميت لون وكده ميت لون.. والجمعة مظاهرة المليون».
أعمامى الثوار:
أرسلت إليكم والدى فى ميدان التحرير محمّلا بكيس كبير من الشيكولاته لتوزيعها على كل من يقابله، والدى أصلع ويرتدى نظارة طبية شبه نظارات الغطس وهو أول من دعا للثورة فى فيلم كتبه اسمه «طير انت» عندما خرجت الجموع فى أحد المشاهد صارخة «الكبير لازم يرحل».
أتمنى أن تصلكم الشيكولاته وأنتم فى أمان وأرجوكم أن تشدوا حيلكم شوية فقد بدأت أكره الحضّانة وأتمنى أن تقام لى عقيقة ماحصلتش فى ميدان التحرير لكن هذا لن يحدث إلا إن تحققت مطالبكم.. هكذا قال لى الأب.
أعمامى الثوار:
قلبى معكم
تقبلوا منى هذه الأغنية كهدية بسيطة منى.. وتحيا مصر.


Posted by عمرو فكرى on 4:21 PM. Filed under , . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0.
اوعى ماتسيبش رد

0 comments for "عمر طاهر: بيان رقم «1» من رُقيَّة عمر طاهر"

Leave a reply

تعليقك هاينورنا