|

عمر طاهر للتحرير: بوسطجى لديه أسلوب

بوسطجى لديه أسلوب
 October 17th, 2011 10:05 am 



هل إذا صمت تماما عن نقد المجلس العسكرى وملحقاته ستتحسن الأمور؟
أسأل نفسى.
طيب.. الكتابة تتحول بمرور الوقت فى نظر البعض إلى سبب رئيسى فى إشاعة الفوضى والوقيعة بين الجيش والشعب كما أنها لا تغير شيئا.
طيب.. يرى كثيرون أن الكتابة عن المجلس لا معنى لها لأنه سيغادر السلطة وأن نقد من هو فى وضع انتقالى أمر خسائره أكبر من مكاسبه.
أقول لنفسى أحيانا اليوم سأتخذ قرارا بالتوقف عن نقد المجلس لأنه يبدو عملا غير مفيد على الإطلاق، وأنه ما الذى يمنع أن يجرب الواحد دعم المجلس؟ ولكن نفسى ترد علىّ بكلام يصعب تجاهله.
تقول لى نفسى وهل المجلس بحاجة إلى من يدعمه ويضرب له تعظيم سلام مجانى طوال الوقت؟ أبدا.. لديه من هذه النوعية كثيرون، فماذا فعلوا وبماذا أفادوا المجلس أو البلد؟
هل بالفعل لا معنى لنقد من هو فى وضع انتقالى؟ أبدا.. إن الكتابة ونقد من سينقلنا إلى المرحلة القادمة وتنبيهه إلى خطورة ما يفعله أهم كثيرا من انتقاد من سيقود المرحلة القادمة، نقد من سيُجرِى عملية الانتقال سيوفر علينا جهدا وألما كثيرا. ليت من سبقونا كتبوا ينتقدون الرئيس الراحل السادات وهو ينقل البلد فى يد مبارك، وليت أحد التفت إلى أن مبارك أوقعنا فى مشكلة جديدة تضاف إلى رصيده عندما نقل السلطة لمن لم يجرب أن يتولاها من قبل.
طيب.. هل الكتابة والنقد سيقودان إلى وقيعة بين الجيش والشعب؟ أبدا.. أولا هناك قطاع كبير من الشعب لا يقرأ المقالات أصلا، وهناك من يقرأ ويتأثر ولكن بينه وبين نفسه، وهناك من يقرأ ويمصمص الشفاه على هؤلاء الكتاب اللى عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم، وهناك من يقرأ ليطاردك عبر موقع الجريدة والإيميل والتويتر والفيسبوك ليقول لك «أنت وأمثالك اللى خربتوها».. إذن هذه المقالات لا تغير شيئا فى الأغلبية على أرض الواقع (هذا بالنسبة إلى الشعب)، أما بالنسبة إلى الجيش فمعظم المقالات التى تنتقده تطالبه بأن يحافظ على تاريخه وهيبته والتفاف الناس حوله وتعزيز مكانته فى كتب التاريخ.. كلها مقالات تحاول أن تلفت نظره إلى الشعب.. تعرض عليه شكاوى وتقدم مقترحات وتتبنى مبادرات، وتخاطب الجيش مرة بلهجة الطبطبة ومرة بلهجة اليأس ومرة بلهجة الحزم وأحيانا بأسلوب ساخر.. مقالات جربت مع المجلس كل أشكال الكتابة التى ورثناها والتى اخترعناها: الحق يا جيش الشرطة غايبة.. الحق مصابى الثورة.. خد بالك من الفلول.. ماينفعش نرجع للطوارئ.. لا يصح أن تعتدى على مواطن.. سيب الناس اللى ليها حقوق بقالها سنين مهضومة تتظاهر وتطالب بيها.. عندك مدنيين مسجونين فى السجون الحربية.. خد بالك كشف العذرية ده فضيحة هتشيلها لوحدك… مَن المستفيد، قل لى، من الزن على الجيش بهذه المطالب؟ أولا هذه ليست مطالب شخصية، وثانيا هى ليست اختراع شخص واحد فيحصد نجومية من انفراده بعرضها، لكنها مقالات جماعية بهدف واحد وطرق عرض مختلفة تقول الكلام نفسه. لن يستفيد كاتب منها، فهو ينقل الرسالة، إذا أخذها الجيش بعين الاعتبار، فالجيش مستفيد مثله مثل الناس صاحبة الشكاوى وعندما يتجاهلها الجيش سيكون هو من يصنع الوقيعة بينه وبين الناس بنفسه… إنها لحظة يبدو فيها الكاتب مجرد بوسطجى لديه أسلوب.
هل لا أدعم المجلس العسكرى كما ينبغى بصفته قيادة البلد فى هذه المرحلة الحساسة؟ أبدا.. أنا أدعمه بأن ألفت نظره إلى بعض الأخطاء من وجهة نظرى المتواضعة، وأضع له فى هذه المساحة يوميا مرآة ضخمة ليرى فيها نفسه بوضوح، أعتقد أن هذا أمر يدعم أى شخص فى العالم يحلم بالنجاح.
أفكر أحيانا فى تغيير الطريقة ودعم المجلس بالتصفيق الرنان أو بالصمت على أدنى تقدير.. فى كل مرة أكتشف أنها فكرة سريعة الذوبان بالضبط مثل الأقراص المنوِّمة.

Posted by عمرو فكرى on 3:43 AM. Filed under , . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0.
اوعى ماتسيبش رد

0 comments for "عمر طاهر للتحرير: بوسطجى لديه أسلوب"

Leave a reply

تعليقك هاينورنا